حالة الكبد ألدهني هي إحدى الحالات التي أصادفها يومياً في عيادتي مما حثني على إجراء دراسات طويلة استمرّت لعدة سنوات بخصوص هذه الحالة الشائعة التي يعاني منها %30 من السكان تقريباً، وتعتبر حالة الكبد ألدهني أحد أمراض الكبد الشائعة في العالم الغربي، أغلب مرضى الكبد الدهني لا يشعرون بوجده فيمكن تشخيص الحالة بواسطة فحص الاولتراساوند.
إن تضرّر الكبد بسبب تراكم ترسبات الدهن أصبح بمثابة احد أمراض العصر الحديث، فزيادة تراكم هذه الترسبات الدهنية بصورة كبيرة في داخل خلايا الكبد قد يحد من فيزيولوجية وعمل الكبد.
%30 من السكان يعانون من الكبد ألدهني وطبعاً النسبة تصل إلى 60-70% لدى الأشخاص التي تعاني من زيادة الوزن. إن نسبة %20 من المصابين بالكبد ألدهني سيتطور لديهم مرض كبدي مزمن، و20% تقريباً سوف تتدهور الحالة لديهم إلى وضع متقدّم وخطير مثل تشمّع الكبد، وهو ضرر لخلايا الكبد الغير قابل للتصليح والعلاج، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتطور الحالة إلى وجود أورام في الكبد، في اغلب الحالات ستكون عملية زراعة الكبد في انتظار المريض.
من الممكن أن يبدأ الدهن بالتراكم في الكبد بدون تغييرات أساسية وجذرية بنمط الحياة، ويمكن أن يزداد هذا التراكم ويؤدي إلى التهاب كبدي وترسبات وتراكمات دهنية التي تؤدي بدورها إلى تصلّبات وتشوّهات في خلايا الكبد حتى يصل المريض إلى حالة طبية تعرف باسم “تشمّع الكبد”.
تتزايد نسبة الإصابة بالكبد ألدهني لدى الفئات التي تعاني من السمنة الزائدة والفئات التي تعاني من مرض السكري بنسبة 3-4 أضعاف مقارنةً مع الأشخاص الموجودين ضمن الوزن المثالي، بينما تتزايد نسبة الإصابة بالسكري لدى الأشخاص الذين يعانون من الكبد ألدهني، والإصابة بعوارض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع معدل الدهنيات في الدم وزيادة الوزن التي تعتبر من المسببات الأساسية لأمراض القلب.
غالباً وبالصدفة طبعاً تعرف بأنك تعاني من الكبد ألدهني بسبب تحويلك إلى فحوصات كالاولتراساوند مثلاً لفحص أمور أخرى ومن خلال الفحص يرى الطبيب بأن التقرير يحتوي أيضا على تشخيص تضخم كبدي الذي ينبع من كبد دهني، أحيانا وبدون اولتراساوند أثناء الفحص السريري لمنطقة البطن وبالذات أثناء ضغط الطبيب على منطقة الكبد تشعر عندها بالألم مما قد يدل على وجود كبد دهني أو خلل آخر مما يرجح تقييم طبيبك بإرسالك لفحص اولتراساوند. يجب أن لا ننسى بأنه من خلال فحوصات الدم المخبرية يمكن أيضا استدلال وجود خلل ما في الكبد عن طريق فحص إنزيمات الكبد وللتأكد من وجود الكبد ألدهني يقوم الطبيب بإرسالك لإجراء فحص اولتراساوند الذي يعتبر الوسيلة الأكثر أمانا ودقة لتقييم وجود كبد دهني.